کد مطلب:168074 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:241

اشارة رقم 1
قال المرحوم السیّد المقرّم (ره): (لاتذهب علی القاریء النكتة فی سؤال الحسین (ع) عن اسم الارض - وكلّ قضایا سیّد الشهداء غامضة الاسرار! والامام عندنا معاشر الامامیة عالم بما یجری فی الكون من حوادث وملاحم، عارف بما أودع اللّه تعالی فی الكائنات من المزایا، إقداراً له من مبدع السموات والارضین تعالی شأنه...وكان السرّ فی سؤاله (ع) عن إسم الارض التی مُنعوا من اجتیازها،أو أنّ اللّه تعالی أوقف الجواد كما أوقف ناقة النبیّ (ع) عند الحدیبیة، أن یعرّف أصحابه بتلك الارض التی هی محلّ التضحیة الموعودین بها بإخبار النبیّ أو الوصیّ صلّی علیهما لتطمئنّ القلوب، وتمتاز الرجال، وتثبت العزائم، وتصدق المفاداة، فتزداد بصیرتهم فی الامر والتأهب للغایة المتوخاة لهم، حتّی لایبقی لاحد المجال للتشكیك فی موضع كربلا التی هی محل تربته! ولاجزاف فی هذا النحو من الاسئلة بعد أن صدر مثله من النبیّ (ع)، فقد سأل عن إسم الرجلین اللذین قاما لحلب الناقة،وعن اسم الجبلین اللذین فی طریقه إلی (بدر)، ألم یكن النبیّ (ع) عالماً بذلك؟ بلی، كان عالماً، ولكنّ المصالح الخفیة علینا دعته إلی السؤال... وهذا باب من الاسئلة یُعرف عند علماء البلاغة(بتجاهل العارف)، وإذا كان فاطر الاشیاء الذی لایغادر علمه صغیراً ولا كبیراً یقول لموسی (ع): (وما تلك بیمینك یا موسی)، ویقول لعیسی (ع): (أأنت قلت للنّاس اتّخذونی وأمّی إلهین..) لضرب من المصلحة، وقال سبحانه للخلیل (ع): (أوَلم تؤمن) مع أنه عالم بإیمانه،


فالامام المنصوب من قبله أمیناً علی شرعه لاتخفی علیه المصالح.

كما أنّ سیّد الشهداء(ع) لم یكن فی تعوّذه من الكرب والبلاء عندما سمع بإسم كربلاء متطیّراً، فإنّ المتطیّر لایعلم ما یرد علیه وإنّما یستكشف ذلك من الاشیاء المعروفة عند العرب أنها سبب للشرّ، والحسین (ع) علی یقین مما ینزل به فی أرض الطفّ من قضاء اللّه،فهو عالم بالكرب الذی یحلّ به وبأهل بیته وصحبه كما أنباء عنه غیر مرّة.). [1] .


[1] مقتل الحسين (ع)، للمقرّم: 193-194، وفي رجال الكشّي: أنّ سلمان الفارسي (رض) مرَّ بكربلاء في طريقه الي المدائن فقال: (هذه مصارع إخواني، وهذا موضع مناخهم ومهراق دمائهم، يُقتل بها ابن خير الاولين والاخرين!)، فيا تُري أيعلم سلمان (رض) ما لايعلمه الامام الحسين (ع) الذي قال فيه النبيّ(ع): (علمي علمه، وعلمه علمي، وإنّا لنعلم بالكائن قبل كينونته!) (راجع: دلائل الامامة: 183-184، حديث 101/6).